چکیده و خلاصه

تمهید تمُثل الحوزات العلمیّة فی مدرسة اهل البیت(علیهم‌السلام) امتداداً طبیعیاً  للحرکة العلمیة الّتی أسسّها الرسول الاعظم محمد(ص) وغذّاها أمیر المؤمنین الإمام علی بن أبی طالب(ع) وتعاهدَها أئمة أهل البیت(علیهم‌السلام) بعطائهم الثّر  من خلال الانجازات التی قامت بها هذه الحوزات فی مجال حفظ التراث العلمی الخالد لائمة اهل البیت(علیهم‌السلام) والتأصیل له والتفریع علیه، طیلة الحقب التاریخیّة الّتی مرّت بها. والیوم وفی أعتاب المرحلة الحَضاریّة الجدیدة التی بدأت مع انتصار الثورة الاسلامیّة فی ایران بقیادة الإمام الخمینی(قدس‌سره) فإنّ الحوزات العلمیة مدعوّة للنّهوض بدورها وتحمل أعباء المرحلة الحالیة وتلبیة متطلباتها. ولا شکّ أنّ أحَدَ أهمّ مُتطلبات المرحلة هو النهوض بالنظام التعلیمی فی الحوزة العلمیة وإعادة بناء اولویّاته بما یتناسب وظروف الواقع المعاصر ومستجدّاته، لا سیّما فی مجال إصلاح وتطویر المناهج والکتب الحوزویة ورفع مستوی الأداء العلمی والتعلیمی للأساتذة وعموم الدارسین الکرام. لذا فان العلماء فی الحوزة وفضلائها  مدعون لتحمل مسؤولیة إعادة النظر فی المناهج والکتب الدراسیّة الحالیة والعمل علی تطویرها وتدوین مناهج جدیدة أکثر فائدة. ونظراً للدور المهم الذی تلعبه المناهج الدراسیّة فی الحوزات العلمیّة وضرورة الإفادة من التراث القیّم للسّلف الصالح من العلماء الأعلام إضافة إلی الحاجة الماسّة لإعداد مناهج دراسیّة جدیدة واستخدام تقنیّات حدیثة علی صعید الخطاب العلمی وأسالیب التدریس؛ ینبغی أن یتوفر المتصدّین لمثل هذا المشروع المبارک علیٰ مقومّات النجاح ویضاعفوا جهودهم بغیة تحقیق نتائج أفضل. من هذا المنطق بادر مرکز مدیریة الحوزة العلمیة للنساء بالأضطلاع بهذه المهمّة آخذا بنظر الاعتبار الرجوع إلیٰ التراث العلمی الأصیل، وتوظیف التقنیة التعلمیّة ومراعاة ألاصول والمعاییر المنهجیّة فی الخطاب العلمی وإیصال المعلومة. فأسفرت هذه الجهود المبارکة عن تألیف عشرات الکتب الدراسیّة الّتی تضمنّت نصوصا تتناسب مع الأهداف المنشودة فی اطار المنهج العام الذی تمّ تصویبه وتراعی المستویات المختلفة للطلبة والدارسین. إن مواصلة هذا الطریق الطویل یتطلب دعماً من جمیع الأساتذه والمُدراء والطلاب الأعزاء، إذ یمکن من خلال انتقاداتهم واقتراحاتهم وآرائهم _  التی یمکن إرسالها عبر البرید الإلکترونی أدناه (Motoon@whc.ir) تطویر المناهج الدراسیة وإنجاز هذه المُهمّة الصعبة بدقة. ویجدر بنا هنا أن نتقدم بالشکر لجمیع الذین ساهموا فی انجاح هذا المشروع،لاسیّما الکاتب الکریم سماحة آیة الله الشیخ باقر الإیروانی وقسم التألیف وإعداد المناهج الدراسیة وذوی الخبرة الاعزاء. والله من وراء القصد وهویهدی إلی سواء السبیل.